كيف لنا أن ينصرنا الله ولم ننصره ؟؟

كيف لنا أن ينصرنا الله ولم ننصره!!..كيف لنا أن نصبح أقوياء

ونحن نلقى التهم على بعضنا البعض ونزايد على بعضنا

البعض في كل حدث وكل كارثة!!

لم ننصر الله فى ديننا ولا فى أزواجنا ولا فى أولادنا ولا أهلينا

ولا أعمالنا ولا سلوكياتنا ولا مظاهرنا ولا ولا ولا!!!

كيف لنا أن يتحقق النصر ومنا من يخرج وينادي ويصيح حى

على الجهاااااااد ويظل يصرخ إسمحوا لنا بالجهاد نريد أن

نجاهد..وهو فى نفس الوقت يتكاسل فى القيام من نومه

لصلاة الفجر!!..كذبوا..والله كذبوا..!!

كذبتم يا من تدعون أنكم مجاهدين وأنكم مستعدون للقتال

مع إخوانكم بأرواحكم ودمائكم وأنتم أكثر ما يمكن أن تفعلوه

هو الشجب والإدانه!!

كذبتن يا من تصرخن من أجل أهل غزة وتقفن فى الشوارع

وأمام الكاميرات بالملابس الضيقة والشعر المكشوف!!

أنا لست حزيناً على أهل غزة بقدر ما أنا حزين جداً جداً على

حال الأمة العربية والإسلامية التى أصبحت مليئة بالأمراض

التى زرعها الكيان الصهيوني بوسائل متعددة ومختلفة

ونصرناهم نحن فى قبول كل ما يغزون به عقولنا وشبابنا

وبناتنا من أفكار ووسائل تهدم الدين وتفرق بين عناصر الأمة!!

يا من تبحثون عن وحدة العرب والإخوة العربية..إن الإخوة

الحقيقية مصدرها الإيمان الحقيقي بالله وبسنة رسوله!!

فهل رأيت يوماً رجلاً مؤمناً يتخلى عن أخيه المؤمن؟..هل

سمعت يوماً عن مؤمن خان أخيه المؤمن..لا والله!!

وإن وجدت إيماناً بلا إخوة حقيقة فثق تماماً إنه إيمانٌ

ناقص..وإن وجدت إخوة بلا إيمان فثق تماماً أنها إخوة

شيطانية مؤقتة من أجل مصالح مشتركة!!

فهل لو كانت الأمة العربية والإسلامية مؤمنة بما أنزله الله

فى كتابه وفى سنة رسوله ويعملون به ويأمرون بالمعروف

وينهون عن المنكر..هل سترى بعد ذلك خيانة إو تفرقة!!

(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا..كتاب الله وسنتى) هذا كلام الحبيب المصطفى الذى لا ينطق عن الهوى..

وقال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

فهل غيرنا من أنفسنا وزرعنا وأنتجنا وصنعنا وتطورنا كى لا

نكون تحت وطأة أحد يتحكم فينا من أجل قمح أو زرع أو منتج

أو سلعة!!

وصدق الشيخ الشعراوي رحمة الله حينما قال (لن تكون أصواتنا من رؤوسنا إلا إذا اكلنا مما نزرع ولبسنا مما نصنع)!!

إننى لا أحزن على أهل غزة فمصيرهم الجنة بإذن الله مصداقاً

لقول الحق تبارك وتعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)


ولا أحزن على الدين لأن الدين الإسلامي سينتصر مهما طال

الزمن ولن تركع أمة نبيها محمد مهما سعى الفاسدون

ومهما طغا الطاغون لقول الحق تبارك وتعالى (لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)

إذن سيتحقق النصر بإذن الله وبمراد الله وأنه لن يؤجل أو

يعجل أمر ولا معروف فى قضاء الله (وما النصر إلا من عند الله)

ولكن ما دورنا؟!!..هل معنى ذلك أن نقف مكتوفي الأيدي أو

نستكفي بالدعاء ؟!!

يقول الحق تبارك وتعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)

هل نهيت عن المنكر؟!!..فى بيتك وفي أسرتك وفى عملك وفى طريقك وفى حياتك وفى نفسك؟!!

(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فلابد أن تنصر الله فى نفسك وفى زوجك وفى أولادك وفى أهلك وفى عملك وفى قولك وفى فعلك!!

أنصر الله بهجر المعاصي..أنصر الله بالمواظبة على الصلاة والصيام وقراءة كتابه وإيتاء زكاته..

أنصر الله بغض البصر وعدم سماع الأغاني ومشاهدة الإباحيات!!

أنصر الله بالكف عن أذى الناس وإغتياب الناس والسعى فى خراب البيوت!!

أنصر الله بإيقان عملك بضمير دون تقصير أو إهمال!!

أنصر الله بأمر زوجتك وأختك وإبنتك بالحجاب وهجر الملابس المخالفة لدين الله وسنة رسوله!!

أنصر الله بعدم التقليد الأعمى للغرب والنصارى فى ملابسهم وظاهرهم وسلوكياتهم التى ما أرادوا بها سوى زلزلة العقيدة!!

لا أخشى على الإسلام شيئاً فذلك دين الله ونصره مؤكد ولكننا خلقنا الله لعبادته وهجر ما حرمه وحفظ الدين ونصرته فإن لم نفعل أهلكنا ولا يريد الله منا لنصرة دينه سوى تحقيق الطاعة الحقيقة بداخلنا ليتحقق نصره بمشيئته وقدرته لا بأيدينا وبإرادتنا!!


أكرر لن يتحقق النصر الحقيقي إلا إذا نصرنا الله فى أنفسنا

ولن يغير الله ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا ولن يرضى عنا الله إلا بالتقوى والإيمان.

وأختم بآيات الله الكريمات (يا أيها الذين آمنو إتقو الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

(يا أيها الناس إتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء وإتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)

(يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع لله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

اللهم أرزقنا الإخلاص والقبول فى القول والعمل..إنك ولي ذلك والقادر عليه

الله يجزيك الخير يا رسنم قدورة

شكرا لك وجزاك الله كل خير
اللهم أنفع عبادك وقوهم وثبتهم على الحق يارب العالمين